الشَهيد جاسم محمد علي مشكور الحيدري
صفحة 1 من اصل 1
الشَهيد جاسم محمد علي مشكور الحيدري
ولِدَ
الشَهيد في سَنة 1960م في قضاء الفاو لأسرةٍ بَسيطة ذائِبة في هواها
الحُسين (ع) ، خادِمة لِمنبَرِ الحَقِّ ومَجالِس الوَعظِ ، التي عُرِفَتْ
بها مَدينَة الطِيبة التي آخَتْ شَطّ العَرَب وأخَذَتْ مِنه كلّ شَيء حَي
فتفيضُ أرضُها عذوبَة ومَحاصيل وكانَ الباصِرونَ يَضربونَ المُثل في
تدَيُّنِ أهلها وطيبِ مَنبَتِهم فهي والله كشجرة طيبة تؤتي أُكلها كلّ حينٍ
. وفي أرضِ القيم والعَطاء ترَبّى الشَهيد أبو جواد الحيدري وكانَ مَنزل
أهلهُ على مرمى حَجَر مِن مَسجد الشيخ عبد علي نجم رَحِمَهُ الله فألفت
نفسه المَسجد ومُريديهِ ومَجالِسهِ المُباركة طيلة السَنة ، وكانَ الشّيخ
الجَليل مَنارة عِلم وأخلاق ورَوحانية شَعَّ في مُحيطهِ الكريم ، وعُرِفَ
بسَخائِهِ وجودِهِ وغَدا مَضرب الأمثال . لقد طُبِعَتْ نَفسَ الشَّهيد
السَّعيد بمكارِمِ وعِرفانية الشّيخ الجليل وتأثر بالفكر الإسلامي الرَّشيد
وشَرَعَ وفقَ مَنهَجٍ خُلقي رسالي يؤثر في إخوتهِ وناسهِ وعُرِفَ شاباً
خلوقاً قليلَ الكلام فأكبروه وتوسّموا فيهِ سمواً ورفعة
لم
تُتح للشَهيد أبي جواد إكمال دراسته المتوسطة فقد كانَتْ صعوبة العَيش
تلقي بكاهلها على حَشدٍ كبيرٍ مِنَ الشّباب وتلقي بهم خارج أسوار المَدارس
في ظِلِّ تسَلّط البعثيين القساة الذين امتدَّتْ شرورَهُم إلى هذِهِ
المَدينة وأريافها ونالتْ كثيراً مِنهم بسببِ تدَينهم الفطري وأخلاقهم بَلْ
ونزوعَهم لِصَدِّ السُلطة وهي تعبث خراباً في البلاد وفي كلِّ مناحي
الحَياة وكانَ الشَهيد مُضطلِعاً بحَثِّ الشّباب على عَدَمِ الانضوار
لِحزبِ السُلطة المُقيت بَلْ ووجههم للعمل ألعبادي والوطني ونصرة
المَظلومين مِن ضَحايا النظام و عوائلهم .
استُدعي
الشَهيد رَحِمَهُ الله سَنة 1981م للخِدمة الإلزامية أبان الحرب التي
افتعلها النِظام المُجرم وسُرعان مّا وَقَعَ الشَهيد أسيراً فيها . وفي
معسكر الأسر عرف رَحِمَهُ الله بهدوئهِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وخِدمتهِ لإخوانهِ
بكلّ مَا يَستطيع . ويُجمع إخوانه في المُعسكرِ في أنَّه كانَ شَديد التُقى
كَثيرَ التَدَين مَعَ مَسحَة حِزن وشَجَنِ لِفراقهِ أحبتهِ وأهلهِ كما
اكبروا فيه أحباؤه خجلهُ الواضِح وحَياءَهُ العَجيب ويَقول احدَهم أنَّهُ
لم يَراه قط يَنظر إلى أعلى بَلْ كانَتْ عيناهُ رَحِمَهُ الله كأنَّما
سُمرتا بالأرض في حديثهِ مع إخوتهِ أو في ساعات تأملهِ ونَجواه وقد انتحى
جانباً مناجياً ربَّهُ الكريم ليأتيهِ بالمدَدِ الرَوحاني لإكمال دَربِ
الكرامَة . عُرِفَ الشَهيد أيضاً بتفانيهِ في خِدمة إخوانهِ في حلاقة شعرهم
حيث أنَّه يَبدأ بحلاقتهم مِنَ الصَباح ولِطولِ
اليَوم لا يَكلَّ ولا يَملَّ وقد أخبَرَنا أحَّد الإخوة بقولهِ كُنْتُ
مارّاً يَوماً بالجوار وقلتُ مُمازحاً (ألم أجد أحداً يَحلق شَعري) قالَ
فهَرَعَ الشَهيد نَحوي وأجلسَني وبَدأ يَحلقني وقد أعتذرَ لي رُغمَ مُزاحي
وأعتذرَ أيضاً لأخٍ آخر لِتأخرهُ قليلاً عنه وكثيراً ما كانَ يقول رَحِمَهُ
الله (أنا أرجو بتَساقطََ الشَعر عِندَكم تَساقط ذنوبي) ومِن مَظاهِر
خِدمهِ الجَليلة الأخرى أنَّهُ كانَ يَستيقظ فجراً ويُشعِلَ الحَمّام
بيَدَيهِ يَومياً ويُجَهزهُ لإخوانهِ في المُعسكر ـ ولم يُعرَف عَنه أي
توانٍ لِمساعدة إخوتهِ ومع كلّ هذا التصرف الطّيب والنّفس الخَجولة
الحَيّية كانَ رَحِمَهُ الله ناقماً على البعثيين مُنَدِّداً بتصَرفاتِهم
داخل المُعسكر فنفسه الأبية لا تُحِبّ الظلم والظالمين ، أمّا عن عبادتهِ
فقد كانَ مُحافِظاً على صلواتهِ وكانَ قائِماً الليل مُؤدياً صَلاة الليل
وواعياً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وواجباته مِن خِلال حُسنَ تعامُلهِ وأدبهِ الجَمّ
وعَدَمِ خوضهِ فيما لا يعنيهِ .
وَفَّقَ
الله الشَهيد لِلتطوع في بدرٍ بتأريخ 9/8/1986 وبقي مدافعاً عن دينهِ
ووَطنِهِ ورفاقِهِ ستة أشهر تقريباً حتّى وافاهُ الأجل شَهيداً جنوب الوطن
العزيز في عَمليةٍ نوعيةٍ رائعةٍ في 30/2/1987 . وقد أوصى رضوان الله عليهِ
أهلهُ بانتهاج طريق الأولياء الصالحين طريق الإمام الحُسين (ع) وَرفعَ
رايَة الإسلام وأوصى إخوانهُ بالتمسّك بإقامة فروضَهم وبأخلاق آلَ البيتِ
(ع) كما أوصى أخواتهِ بالحِجابِ والسَّير في طريق زينب (ع) والدِفاع عن
الإسلام بكلِّ مُستطاعٍ .
وصية الشهيد
اللّهم
فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة الرّحمن الرّحيم إنّي أعهد
إليكَ إنّي أشهد أنْ لا إله إلا أنت وحدكَ لا شريكَ لك وأنَّ محمّد (ص)
عبدكَ ورسولكَ وأنَّ علياً (ع) حجتكَ ووليكَ على جميع خلقكَ إنّي رضيت بكَ
رباً وبالإسلام ديناً ومحمّد (ص) نبياً وبعلي (ع) إماماً وبالقرآن كتاباً
وأنَّ أهل بيت نبيكَ أئِمّتي وسادتي... اللّهم أنت شفيعي عند شدتي ورجائي
عند كربتي وولي في نعمتي وإلهي وإله آبائي إله العالمين والحمد لله ربّ
العالمين...
والدي
وإخواني وأعمامي وخوالي اخترت هذا الطريق بنفسي وفي محض اختياري وصمّمت أن
أسلك هذا الطريق الذي هو طريق كلّ الأولياء الصالحين وهو طريق الإمام
الحسين (ع) وطريق الشهيد الصدر (قدس سره) الذي أفدى بحياته في سبيل رفع
راية الإسلام والجهاد وهو أحد فروع الدين وواجب على كلّ مسلم أنْ يدافع عن
إسلامه ودينه ومِنْ هذا المنطلق سلكت هذا الطريق..
أوصي
إخواني وأخواتي بالتمسك بالإسلام وإقامة الصلاة والتمسك بأخلاق أهل البيت
وكما أوصي أخواتي بالحجاب والسّير على طريق زينب (ع) والدفاع عن الإسلام
العزيز كما أوصيكم بالأمور التالية:
العـــبادات
· الصلاة القضاء 6 سنوات أما بدفع الأجرة او بنفسكم نيابة عني.
· كفارة صيام شهر رمضان 6 أشهر أرجو دفعها.
· الزكاة والخمس إن وجدت في ذمتي فأرجو دفعها.
· حج بيت الله الحرام أرجو أداء ذلك نيابة عني أو بدفع مال إلى شخص آخر إذا تمكنتم.
· في ذمّتي نذر أربعة دنانير إلى الإمام الكاظم أرجو دفعها.
· إذا تمكنتم مِنْ زيارة الأئمة في العراق فأرجو زيارتهم نيابة عني.
· تسلّم الرسائل التابعة لي إلى الخوال ثم إلى الأهل...
· أرجو تسليم الجثة إلى الخوال ودفني في مدينة قم المقدسة...
بدري وافتخر- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 12/01/2012
مواضيع مماثلة
» الشهيد جاسم محمد جميل الحمداني
» الشهيد جاسم محمد طالب اللاوي أبو ايمان البصري
» الشهيد أبو ضياء الحيدري
» الشهيد السعيد أبو جاسم البصري
» الشهيد الحاج ابراهيم عبد جاسم...أبو ايوب البصري
» الشهيد جاسم محمد طالب اللاوي أبو ايمان البصري
» الشهيد أبو ضياء الحيدري
» الشهيد السعيد أبو جاسم البصري
» الشهيد الحاج ابراهيم عبد جاسم...أبو ايوب البصري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى