قصة حب شيعية
صفحة 1 من اصل 1
قصة حب شيعية
قصة حب شيعية ... قصة حقيقية اليمة حدثت في الجمهورية الاسلامية في
ايران بين شاب عراقي مهاجر وفتاة ايرانية
بقلم طلال النعيمي
(( كان يريد ان يعيش حالة حب ... حالة الفراغ القلبي ما كان يطيقها ..
سنوات أنسلخت من عمره ، عاش فيها مكابدا قسوة الوحدة .. والام الغربة ...
منذ ان هجر الاهل والوطن ، ليدافع عن اول جمهورية أسلامية في الكون ....
كان يريد ان يجد من تحبه ويحبها ... من يذوب فيها عشقا وتذوب فيه ... من
تعينه في وحدته .. تشاركه اماله والامه ... صحيح انه كان قد نذر نفسه
للدفاع عن الأسلام ... وقد سبقه الى الشهادة بعض من رفاقه ، وكان يتلهف
للحاق بهم ... لكنه انسان ... له مشاعره وغرائزه ... يهفو الى همسات حب
تهمس له بها انثى ، جميلة ، تحوم حوله .. تبتسم .. يلعبان ... يتناغيان
كعصفورين .. وكان كثيرا ما يطلق لخياله العنان .. ليسافر بعيدا الى ارض
الاحلام .. فيرى نفسه مع الانثى التي يحب ويهوى .. يتناغيان ... ويعطيها كل
الحب المخزون في قلبه لسنوات طوال ... ويحدثها عن طفولته .. عن امه التي
ماتت وهو بعيد عنها ... امه الوحيدة التي لم تتبرأ منه .... بعد ان تبرأ كل
اهله وعشيرته منه بسبب انتمائه لمذهب ال المصطفى ، - عليهم السلام - ...
وكثيرا ما كان يفر من عالم احلامه .. يخشى ان يكون ذلك ذنبا ، وعقبة في
طريق الجهاد والشهادة ... فيبكي .. ويستغفر الله ، ويزور الحسين - عليه
السلام - عن بعد ، ثم يقطع اجازته ملتحقا بالجبهة ... وفي الجبهة كان ينسى
كل شئ .. كل احلامه .. كل ذكرياته .. كان يتحول الى انسان اخر ، الى بطل
مغوار لايهاب شيئا .. لايكل ، ولايتعب .. يذيق الاعداء اشد الصولات واقوى
الضربات .. ولسانه لهجا بذكر علي والحسين .. والزهراء - سلام الله عليهم -
وكان يبكي لذكر مصائب اهل البيت -عليهم السلام - في المجالس ، ولكن ماشوهد
باكيا مثل بكائه يوم انشد شاعر حسيني - (( لاعذب الله امي انها شربت حب
الوصي وغذتنيه باللبن وكان لي والد يهوى ابا حسن فصرت من ذي وذا اهوى ابا
حسن )) فقد بكى عند ذلك بشدة ، كطفل .. بكي وابكى من حوله .. فقد صرخ وقتها
، بصوت مبحوح ، وقلب ممزق محروق ، - (( سيدي ابا الحسن .. كيف بي انا ..
وامي لم تغذيني بهذا اللبن .. وابي لم يكن يهواك كما ينبغي .. )) ثم استار
الى رفاقه المجاهدين وقال مطأطئ رأسه ارضا كأنه يستحي منهم ... ( هنيئا لكم
... انتم من غذتكم امهاتكم حب الوصي باللبن .. انتم ... ... ) وماانفك
يقول انتم وانتم حتى ضج المجلس بالبكاء والنحيب ، واحتضنه رفاقه ، وهم
يشبعونه قبلات في وجهه وراسه ... ... في احدى زياراته الى المشهد الرضوي ..
كان متألما ، حزينا .. لكنه ما ان جلس قرب الضريح حتى شعر بارتياح كبير ،
وكأن قلبه قد تغير الى قلب اخر .. قلب فرح ، مسرور ، متفائل .. ولا يدري
كيف نطت من بين شفتيه ابتسامة عذبة ... ونهض بنشاط ، وخرج .....قاصدا منبر
الامام المهدي - عجل الله فرجه - وما ان ارتدى حذاءه ، ورفع رأسه حتى رأى
فتاة ، خفق قلبه لشكلها الملائكي ... و وحدق في وجهها ، احس أنه قرأ كل شئ
فيه .. ولايدري كيف احس انه يعرفها منذ امد بعيد .. وكأنها واحدة من اهله
.. كان وجهها ابيض واصفى وجه راه ، وعيناها السوداوين مكحلتان بكحل رباني
.. برموش طويلة تزيدها سحرا .. تقدم خطوة مرتبكة نحو الخارج .. كانت واقفة
كتمثال رائع وهي تحدق بباب الحوائج من طرفه الايمن ... تقدم .. اصبح قريبا
منها .. فزاد هذا الاقتراب من ارتباكه .. اصبح خلفها اراد ان يلتفت .. لكنه
خجل ، تقدم بخطوات وئيدة بأتجاه منبر الامام المهدي ... وفكره مشغول بها
.. وحين التفت نصف التفاتة راها وراءه .. فاضطرب ايما اضطراب ، وحث خطاه
ووصل الى المنبر .. تهالك على الارض المرمرية ... وراح يزور مهدي ال محمد
.. خشع قلبه نسي حوريته الادمية .. واندمج بالدعاء .. وحين تذكر نظراته
للفتاة ندم ،واستغفر ربه وطلب من المهدي ان يعينه وبكى بكى بحرارة .. ولم
يهدأ الا بعد ان سمع صوتا انثويا ناعما هادئا .. يسأله - ،، يبدو من ملابسك
بانك - بسيجي - اليس كذلك ؟ التفت فراى الفتاة ذاتها ، فرد بارتباك شديد
وتلعثم -،، نعم .،، - ،، كم لك من الزمن في الجبهة ؟ ،، -،، سنتان ،، -،،
سنتان ؟! .. ... اني اتبرك بالحديث معك وارجو ان تدعو لي في الجبهة ...
هنيئا لك هذا العشق ،، ودمعت عيناها وذهبت ... ذهبت وتركته مبهوتا . راها
تمشي بوقار شديد وهي تلف قامتها الهيفاء بالعباءة السوداء التي تزيدها هيبة
وجمالا .. .. ... وجاء الغد .. ومابعده ... وكل يوم يراها يزداد شغفا بها
.. كان ينظر اليها من بعد دون ان تشعر به ... وفي يوم التقت نظراتهما ..
فاطرقت ارضا ، بعد ان راى وجهها وقد اصطبغ بحمرة الحياء ... فزادها جمالا ،
وازداد هو هيمانا .. ولم يحتمل، اسرع الى الضريح .. ضريح مولاه الامام
الرضا .. وناجاه ،، ياسيدي ياغريب الغرباء انا غريب .. ولم اطلب منك شيئا
.. انا انا ... انا اريد هذه الفتاة زوجة لي .. ياوجيها عند الله اسال الله
لي ان احصل على هذه الفتاة ،، وخرج وراها وهي تهم عن بعد وهي تريد الخروج
فاسرع خطاه ووصل قريبا منها .. ولا يدري كيف امتلك الشجاعة وهو الذي لم
يتحدث مع فتاة ، بان يستوقفها ويسالها بدون مقدمة ولا مبرر -،، مااسمك ؟ ،،
استدارت اليه وقالت -،، فرشته ... لماذا ؟ ،، - ،، لا... لا.. ادري .. انا
احبك ... انا غريب ... لقد اختارك قلبي من بين كل الفتيات ... ،، نظرت
اليه بعينيها الواسعتين نظرة كاد ان يفقد توازنه ويسقط ارضا ، لكنه تفاجأ
بها وهي تقول له - ،، الان فهمت لماذا بقيت سنتين في الجبهة .. انت لست
عاشقا .. من يعشق ... ،، وقاطعها -،، عن اي عشق تتكلمين ؟! ،، -،، عشق الله
.. ودروب نوره ..انت تريدني ولكني لاأريد الا عاشقا حقيقيا ،، ومشت لكنه
ناداها.. باسمها فالتفتت اليه .. قائلة -،، قال الامام المعصوم - ،، اذا
خلت القلوب من حب الله اذاقها الله حب غيره ..،، وذهبت .. احس ان الارض
تدور .. ماذا فعلت به هذه العابدة الساحرة .. واي حديث اسمعته .. حزن ،
وتالم .. ودون ان يسلم على امامه الرضا - عليه السلام - سافر ملتحقا
بالجبهة .. هناك راح يقرا الادعية والزيارات .. ويتصارع مع نفسه .. لكنه لم
يستطع ان ينسى الفتاة .. وتيقن انه فعلا يحبها .. ولم تمض الا بضع ايام
ويشن الاعداء هجوما كاسحا ، فيشارك برد الهجوم .. لكن العدو الجبان يقوم
باستخدام الاسلحة الكيمياوية .. فتنسحب القواة الاسلامية الى الوراء .. ثم
تهدأ الجبهة ...وقبل الهدوء الكامل تنقجر قذيفة قربه فتمزق رجله اليمنى ..
بعد ان كان قد استنشق قسما من الغازات السامة ،، فينقل الى المستشفى وبعد
ستة اشهر من العلاج .. يخرج من المستشفى برجل واحدة .. وبالام لم يستطع
الاطباء ازالتها من جهازه التنفسي الذي تلوث بالسموم .. وقد كان قد اشتاق
الى الامام الرضا .. لكنه ما أن يصمم على السفر حتى ينثني ، متذكرا تلك
الفتاة التي كان يريدها زوجة له .. وفي يوم يلح عليه الاصدقاء ويطلبوا منه
السفر معهم الى الرضا - عليه السلام - فيذهب .. وهتاك يعانق الضريح ويبكي
بحرارة ... وحين يذهب الى منبر المهدي -عجل الله فرجه - يجلس ويبث لامامه
المنتظر همومه واحزانه ... ويبكي بشدة .. يبكي ، ويبكي معه اناس كثيرون ...
ولايهدأ الا بعد ان يشعر ان انسانا يقف بقربه ويسأله -،، ماأسمك ؟ ،،
وياتيه الصوت .. يهزه من اعماقه ويرفع راسه عاليا ..يراها واقفة وعلى
شفتيها اروع واحلى ابتسامة .. وتقول له -،، انا فرشته .. وانا سعيدة بك فقد
اثبت انك عاشق ، والمعشوق قد اعطاك وساما رائعا .. انك الان شهيد حي ..
هنيئا لك ... ليتني استطيع ان اقدم لك اي خدمة ... ،، وتطرق ارضا .. وهي
تبكي ، ثم نظرت اليه بعينيها الجميلتين وقالت ،، ساكون من اسعد الناس لو
رضيت ان اكون خادمتك ...،، وهرولت باكية .. و... يتزوج -ك- فرشته .. ويعيش
سعيدا .. ويهنأ بقرب فرشته - الملاك - وبينما هو في اقصى حالات السعادة اذ
تضيق انفاسه .. ويتألم كثيرا .. ويصرخ .. ثم ينقل الى المستشفى ... وقبل
الوصول ، تنتقل روحه الطاهرة الى بارئها .... )) انتهت القصة
القصة مهداة من القاص طلال النعيمي
ايران بين شاب عراقي مهاجر وفتاة ايرانية
بقلم طلال النعيمي
(( كان يريد ان يعيش حالة حب ... حالة الفراغ القلبي ما كان يطيقها ..
سنوات أنسلخت من عمره ، عاش فيها مكابدا قسوة الوحدة .. والام الغربة ...
منذ ان هجر الاهل والوطن ، ليدافع عن اول جمهورية أسلامية في الكون ....
كان يريد ان يجد من تحبه ويحبها ... من يذوب فيها عشقا وتذوب فيه ... من
تعينه في وحدته .. تشاركه اماله والامه ... صحيح انه كان قد نذر نفسه
للدفاع عن الأسلام ... وقد سبقه الى الشهادة بعض من رفاقه ، وكان يتلهف
للحاق بهم ... لكنه انسان ... له مشاعره وغرائزه ... يهفو الى همسات حب
تهمس له بها انثى ، جميلة ، تحوم حوله .. تبتسم .. يلعبان ... يتناغيان
كعصفورين .. وكان كثيرا ما يطلق لخياله العنان .. ليسافر بعيدا الى ارض
الاحلام .. فيرى نفسه مع الانثى التي يحب ويهوى .. يتناغيان ... ويعطيها كل
الحب المخزون في قلبه لسنوات طوال ... ويحدثها عن طفولته .. عن امه التي
ماتت وهو بعيد عنها ... امه الوحيدة التي لم تتبرأ منه .... بعد ان تبرأ كل
اهله وعشيرته منه بسبب انتمائه لمذهب ال المصطفى ، - عليهم السلام - ...
وكثيرا ما كان يفر من عالم احلامه .. يخشى ان يكون ذلك ذنبا ، وعقبة في
طريق الجهاد والشهادة ... فيبكي .. ويستغفر الله ، ويزور الحسين - عليه
السلام - عن بعد ، ثم يقطع اجازته ملتحقا بالجبهة ... وفي الجبهة كان ينسى
كل شئ .. كل احلامه .. كل ذكرياته .. كان يتحول الى انسان اخر ، الى بطل
مغوار لايهاب شيئا .. لايكل ، ولايتعب .. يذيق الاعداء اشد الصولات واقوى
الضربات .. ولسانه لهجا بذكر علي والحسين .. والزهراء - سلام الله عليهم -
وكان يبكي لذكر مصائب اهل البيت -عليهم السلام - في المجالس ، ولكن ماشوهد
باكيا مثل بكائه يوم انشد شاعر حسيني - (( لاعذب الله امي انها شربت حب
الوصي وغذتنيه باللبن وكان لي والد يهوى ابا حسن فصرت من ذي وذا اهوى ابا
حسن )) فقد بكى عند ذلك بشدة ، كطفل .. بكي وابكى من حوله .. فقد صرخ وقتها
، بصوت مبحوح ، وقلب ممزق محروق ، - (( سيدي ابا الحسن .. كيف بي انا ..
وامي لم تغذيني بهذا اللبن .. وابي لم يكن يهواك كما ينبغي .. )) ثم استار
الى رفاقه المجاهدين وقال مطأطئ رأسه ارضا كأنه يستحي منهم ... ( هنيئا لكم
... انتم من غذتكم امهاتكم حب الوصي باللبن .. انتم ... ... ) وماانفك
يقول انتم وانتم حتى ضج المجلس بالبكاء والنحيب ، واحتضنه رفاقه ، وهم
يشبعونه قبلات في وجهه وراسه ... ... في احدى زياراته الى المشهد الرضوي ..
كان متألما ، حزينا .. لكنه ما ان جلس قرب الضريح حتى شعر بارتياح كبير ،
وكأن قلبه قد تغير الى قلب اخر .. قلب فرح ، مسرور ، متفائل .. ولا يدري
كيف نطت من بين شفتيه ابتسامة عذبة ... ونهض بنشاط ، وخرج .....قاصدا منبر
الامام المهدي - عجل الله فرجه - وما ان ارتدى حذاءه ، ورفع رأسه حتى رأى
فتاة ، خفق قلبه لشكلها الملائكي ... و وحدق في وجهها ، احس أنه قرأ كل شئ
فيه .. ولايدري كيف احس انه يعرفها منذ امد بعيد .. وكأنها واحدة من اهله
.. كان وجهها ابيض واصفى وجه راه ، وعيناها السوداوين مكحلتان بكحل رباني
.. برموش طويلة تزيدها سحرا .. تقدم خطوة مرتبكة نحو الخارج .. كانت واقفة
كتمثال رائع وهي تحدق بباب الحوائج من طرفه الايمن ... تقدم .. اصبح قريبا
منها .. فزاد هذا الاقتراب من ارتباكه .. اصبح خلفها اراد ان يلتفت .. لكنه
خجل ، تقدم بخطوات وئيدة بأتجاه منبر الامام المهدي ... وفكره مشغول بها
.. وحين التفت نصف التفاتة راها وراءه .. فاضطرب ايما اضطراب ، وحث خطاه
ووصل الى المنبر .. تهالك على الارض المرمرية ... وراح يزور مهدي ال محمد
.. خشع قلبه نسي حوريته الادمية .. واندمج بالدعاء .. وحين تذكر نظراته
للفتاة ندم ،واستغفر ربه وطلب من المهدي ان يعينه وبكى بكى بحرارة .. ولم
يهدأ الا بعد ان سمع صوتا انثويا ناعما هادئا .. يسأله - ،، يبدو من ملابسك
بانك - بسيجي - اليس كذلك ؟ التفت فراى الفتاة ذاتها ، فرد بارتباك شديد
وتلعثم -،، نعم .،، - ،، كم لك من الزمن في الجبهة ؟ ،، -،، سنتان ،، -،،
سنتان ؟! .. ... اني اتبرك بالحديث معك وارجو ان تدعو لي في الجبهة ...
هنيئا لك هذا العشق ،، ودمعت عيناها وذهبت ... ذهبت وتركته مبهوتا . راها
تمشي بوقار شديد وهي تلف قامتها الهيفاء بالعباءة السوداء التي تزيدها هيبة
وجمالا .. .. ... وجاء الغد .. ومابعده ... وكل يوم يراها يزداد شغفا بها
.. كان ينظر اليها من بعد دون ان تشعر به ... وفي يوم التقت نظراتهما ..
فاطرقت ارضا ، بعد ان راى وجهها وقد اصطبغ بحمرة الحياء ... فزادها جمالا ،
وازداد هو هيمانا .. ولم يحتمل، اسرع الى الضريح .. ضريح مولاه الامام
الرضا .. وناجاه ،، ياسيدي ياغريب الغرباء انا غريب .. ولم اطلب منك شيئا
.. انا انا ... انا اريد هذه الفتاة زوجة لي .. ياوجيها عند الله اسال الله
لي ان احصل على هذه الفتاة ،، وخرج وراها وهي تهم عن بعد وهي تريد الخروج
فاسرع خطاه ووصل قريبا منها .. ولا يدري كيف امتلك الشجاعة وهو الذي لم
يتحدث مع فتاة ، بان يستوقفها ويسالها بدون مقدمة ولا مبرر -،، مااسمك ؟ ،،
استدارت اليه وقالت -،، فرشته ... لماذا ؟ ،، - ،، لا... لا.. ادري .. انا
احبك ... انا غريب ... لقد اختارك قلبي من بين كل الفتيات ... ،، نظرت
اليه بعينيها الواسعتين نظرة كاد ان يفقد توازنه ويسقط ارضا ، لكنه تفاجأ
بها وهي تقول له - ،، الان فهمت لماذا بقيت سنتين في الجبهة .. انت لست
عاشقا .. من يعشق ... ،، وقاطعها -،، عن اي عشق تتكلمين ؟! ،، -،، عشق الله
.. ودروب نوره ..انت تريدني ولكني لاأريد الا عاشقا حقيقيا ،، ومشت لكنه
ناداها.. باسمها فالتفتت اليه .. قائلة -،، قال الامام المعصوم - ،، اذا
خلت القلوب من حب الله اذاقها الله حب غيره ..،، وذهبت .. احس ان الارض
تدور .. ماذا فعلت به هذه العابدة الساحرة .. واي حديث اسمعته .. حزن ،
وتالم .. ودون ان يسلم على امامه الرضا - عليه السلام - سافر ملتحقا
بالجبهة .. هناك راح يقرا الادعية والزيارات .. ويتصارع مع نفسه .. لكنه لم
يستطع ان ينسى الفتاة .. وتيقن انه فعلا يحبها .. ولم تمض الا بضع ايام
ويشن الاعداء هجوما كاسحا ، فيشارك برد الهجوم .. لكن العدو الجبان يقوم
باستخدام الاسلحة الكيمياوية .. فتنسحب القواة الاسلامية الى الوراء .. ثم
تهدأ الجبهة ...وقبل الهدوء الكامل تنقجر قذيفة قربه فتمزق رجله اليمنى ..
بعد ان كان قد استنشق قسما من الغازات السامة ،، فينقل الى المستشفى وبعد
ستة اشهر من العلاج .. يخرج من المستشفى برجل واحدة .. وبالام لم يستطع
الاطباء ازالتها من جهازه التنفسي الذي تلوث بالسموم .. وقد كان قد اشتاق
الى الامام الرضا .. لكنه ما أن يصمم على السفر حتى ينثني ، متذكرا تلك
الفتاة التي كان يريدها زوجة له .. وفي يوم يلح عليه الاصدقاء ويطلبوا منه
السفر معهم الى الرضا - عليه السلام - فيذهب .. وهتاك يعانق الضريح ويبكي
بحرارة ... وحين يذهب الى منبر المهدي -عجل الله فرجه - يجلس ويبث لامامه
المنتظر همومه واحزانه ... ويبكي بشدة .. يبكي ، ويبكي معه اناس كثيرون ...
ولايهدأ الا بعد ان يشعر ان انسانا يقف بقربه ويسأله -،، ماأسمك ؟ ،،
وياتيه الصوت .. يهزه من اعماقه ويرفع راسه عاليا ..يراها واقفة وعلى
شفتيها اروع واحلى ابتسامة .. وتقول له -،، انا فرشته .. وانا سعيدة بك فقد
اثبت انك عاشق ، والمعشوق قد اعطاك وساما رائعا .. انك الان شهيد حي ..
هنيئا لك ... ليتني استطيع ان اقدم لك اي خدمة ... ،، وتطرق ارضا .. وهي
تبكي ، ثم نظرت اليه بعينيها الجميلتين وقالت ،، ساكون من اسعد الناس لو
رضيت ان اكون خادمتك ...،، وهرولت باكية .. و... يتزوج -ك- فرشته .. ويعيش
سعيدا .. ويهنأ بقرب فرشته - الملاك - وبينما هو في اقصى حالات السعادة اذ
تضيق انفاسه .. ويتألم كثيرا .. ويصرخ .. ثم ينقل الى المستشفى ... وقبل
الوصول ، تنتقل روحه الطاهرة الى بارئها .... )) انتهت القصة
القصة مهداة من القاص طلال النعيمي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى