منتديات بدر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهيد المجاهد أبو العباس ألساعدي

اذهب الى الأسفل

الشهيد المجاهد أبو العباس ألساعدي Empty الشهيد المجاهد أبو العباس ألساعدي

مُساهمة من طرف بدري وافتخر الجمعة يناير 20, 2012 5:47 pm

الشهيد المجاهد أبو العباس ألساعدي Filemanager

عندما
تينع الثمار.. تحن إلى القطاف لتمتلئ بها السلال، وعندما ترتدي السنابل
ثيابها الذهبية.. تشتاق المناجل في موسم الحصاد..وعندما يتسلق المرء قمة
العظمة وسنام المجد، يعانق الشهادة، لأن الشهادة قدر، والشهداء واجهوا
أقدارهم ولكن بشجاعة ولا أسمى من أن يواجه المرء قدره بشجاعة.








الشهيد (فاضل عباس رسن الساعدي ) أحد أولئك الذين كتبوا تاريخهم بدمائهم لا بدماء الآخرين كما يفعل الجلادون..

ولد
الشهيد في عام 1961م بمدينة كربلاء، مدرسة الشهادة ومعقل الثورة الحسينية،
فنبت لحمه من تربتها الملطخة بدم الحسين (ع) ودماء أهل بيته وأصحابه
المجاهدين..


فكانت قصة كربلاء الخالدة تمر بذاكرة الشهيد كل يوم عدة مرات ليستلهم منها دروس التضحية والفداء من أجل الحق..

أكمل فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية وكان في جميع مراحل دراسته متفوقا، لأنه كان مثابرا ويتقد ذكاء.

وكانت
السنون التي قضاها في مرحلتي المتوسطة والإعدادية، حافلة بالنشاطات
والحركة فهو يقوم بإلقاء المحاضرات على أخوته من الطلبة، ويحاول فيها تسليط
الضوء على الإسلام وخصوصا الجانب السياسي منه، وكان يستهزئ بأولئك الذين
يفصلون الدين عن السياسة ويقول: إن الإسلام كله سياسة.


أما
الأعمال التي كان يقوم بها الشهيد لتحذير الثقافة الإسلامية ومحاربة
الثقافة الطاغوتية المسممة فهي توزيع الكتب والكراسات الثورية بالإضافة إلى
أشرطة الكاسيت التي تحتوي على المحاضرات التي تتناول الإسلام وبرامجه
ومناهجه الثورية..


كانت
هواية شهيدنا المشاركة في الشعائر الحسينية الثورية كالمجالس والمواكب
وغيرها.. وكان يشبه المنبر الحسيني بالجامعة المتنقلة.. ويقول: وان المجالس
الحسينية مراكز إشعاع ومنطلقات حضارة، لهذا فهو يديم الحضور إليها
والمشاركة فيها ولا يكاد يفوت إحداها..وجاءه الحكم الصدامي بمنع و بمحاربته
الإسلام وترويجه الإلحاد حيث منع حتى صوت الأذان من الإذاعة كما منع إقامة
الشعائر الحسينية الثائرة التي تسري في عروق المجاهدين!


لهذا فإن شهيدنا قالها وبملء فمه: لا.. للبعث.

وشرع
بمحاربة حزب البعث وتعريته إمام الجماهير، فكان يفضح كل أساليبه وألاعيبه،
أينما حل وارتحل، في البيت.. في الشارع.. في المدرسة.. في المقهى (وان كان
قليلا ما يرتاد المقهى لأنه كرس كل أوقاته لخدمة الإسلام والمستضعفين)..


وبعد إن أكمل المرحلة الإعدادية في كربلاء وتخرج منها عام 1970 ـ 1971م التحق بجامعة البصرة..

وان
الحجج والذرائع التي يتذرع بها الطلبة الجامعيون للتقوقع والانزواء
والابتعاد عن معترك الحياة السياسية كأن يقولون مثلا: الجامعة مرحلة دراسية
صعبة للغاية وحاسمة، ولأنه عندما قبل في الجامعة استفاد من مناخها، وكونها
تضم طلبة يمثلون جميع شرائح المجتمع وطبقاته، لهذا نراه يضاعف نشاطاته
ويكثف جهوده وطاقاته باتجاه أهدافه الرسالية.. فمثلا يستغل وجود الطلبة في
النادي أو المطعم ليفتح معهم الحوار حول الإسلام، ويناقشهم قضايا الساعة
والمسائل المطروحة على الساحة، ولأن حواره ونقاشه كان يتسم بالمنطقية
والهدوء وعدم خدش مشاعر الآخرين لتجسيده معنى الآية الكريمة (وجادلهم بالتي
هي أحسن) فإنه كثيرا ما كان يأسر أفئدة محاوريه ويغير آرائهم ويبدل وجهات
نظرهم..


ولكن
(الاتحاد الوطني لطلبة العراق) ذلك السيف الذي شهره حزب البعث الحاكم على
رقاب الطلبة وأرغمهم بالترهيب والترغيب على الانتماء إليه، لم يقف مكتوف
الأيدي إزاء ما كان يمارسه الشهيد من نشاطات إسلامية لهذا نجده يضغط على
الشهيد نفسيا وماديا ويشرع بمحاربته ومضايقته عبر التقارير التي كان يرفعها
أعضاؤه عن الشهيد ونشاطاته، وقد أرسلوا بطلبه عدة مرات بمكتب الاتحاد
وهددوه بالطرد من الجامعة ظنا منهم بأن ذلك سيزرع في نفسه بذور الخوف ويضع
في طريقه حواجز الرهبة..


ولكن
الشهيد بإيمانه وصلابته وصموده تحدى الخوف وحطم حواجز الرهبة، ولم يكن
ليؤثر فيه التهديد بالطرد من الجامعة، لأنه نذر نفسه لخدمة أهدافه
الإسلامية، فالجامعة في نظره ليست وسيلة لنيل شهادة البكالوريوس، بل وسيلة
لخدمة تلك الأهداف.


وهكذا
وقف مرفوع الرأس متحديا (الاتحاد الوطني لطلبة العراق) بكل جبروته وتهديده
ووعيده، مستمرا في حمل رسالته، رسالة المستضعفين، إلى إن أكمل الجامعة
وتخرج منها عام 1976م..


في
الأيام التي تلت التخرج من الجامعة، كانت تجتذب الشهيد فكرتان: الأولى إن
يلجأ إلى الوظيفة والتعيين في دوائر ومؤسسات الدولة، إما الثانية فهي العمل
في القطاع الخاص، ولكن الشهيد لم يكن أرجوحة يجتذبها الشياطين من جهة
والملائكة من جهة أخرى، لأنه وضع نصب عينه أهدافه الرسالية ومستلزمات
تحقيقها، لهذا قرر العمل في القطاع الخاص، وذلك في محل لبيع الأقمشة، لعلمه
بأن المناخ الوظيفي لا يساعد على امتصاص طاقاته وتفجيرها..


لأن
حزب البعث كان قد بث عيونه ومد أصابعه الخبيثة في جميع دوائر الدولة
ومؤسساتها، ولا هم لهم إلا إحصاء أنفاس الموظفين المستقلين ومحاربتهم في
أرزاقهم بعدم منحهم العلاوات السنوية أو تأخيرها على أقل تقدير ضدهم حربا
نفسية لا هوادة ولا رحمة فيها.. في حين إن العمل في القطاع الخاص يعطي
مرونة في الحركة ويفسح مجالا واسعا رحبا للعمل من أجل الإسلام وخدمة
الرسالة السمحاء..


وهكذا استمر شهيدنا رافعا راية الجهاد من أجل أعلاء كلمة الله وجعلها العليا، ودحض كلمة الشيطان المتمثل بحزب البعث وجعلها السفلى..

وعندما
أشرقت شمس الجمهورية الإسلامية في أفق إيران وارتبك اللصوص القابعون في
القصر الجمهوري ببغداد وأصيبوا بالهستريا وشرعوا بمحاربة الطلائع الرسالية
المؤمنة والتنكيل بها وملاحقتها تحت كل حجر ومدر. لم يكن الشهيد بمنأى عن
هذه الحملة المسعورة، بل كان في صدر قائمة المطلوبين للعدالة (‍!)
البعثيه..


فألقي
عليه القبض من قبل السافاك العراقي في شهر شعبان عام 1399هـ واتهموه وهم
التقدميون(!) بممارسة النشاط الرجعي، لأن كل ما هو إسلامي وجماهيري فهو
رجعي في نظر حزب البعث..


وقد
مارسوا ضد الشهيد كل أشكال التعذيب في أقبية وغرف الشعبة الخامسة المختصة
بمحاربة النشاط الرجعي كما يسمونها، ، حتى أطل اليوم المشئوم الذي نصب فيه
صدام التكريتي نفسه رئيسا للجمهورية بعد إن أزيح البكر عن كرسي الرئاسة
بانقلاب صامت وبطريقة فنية للغاية..


وبهذه
المناسبة ولكي يظهر الرئيس الجديد أمام الجماهير المستضعفة بثياب
الديمقراطية، وحتى يكسب رصيدا شعبيا، كان ومازال يفتقر إليه.. فقد أصدر
قرارا بالعفو العام عن جميع المعتقلين، ولكن الأيام التي تلت القرار أثبتت
انه كان صوريا، وان الرئيس الجديد ما أصدره إلا ليتاجر به في سوق السياسة
الملتوية التي ينتهجها..


وكان شهيدنا من أولئك الذين شملهم القرار الصوري فأطلق سراحه ولكن بكفالة مالية وتعهد شخصي بعدم ممارسة أي نشاط إسلامي.

ولكي
تبقى سفينة الجهاد تمخر عباب بحر الطاغوت باتجاه ميناء الشهادة فإن شهيدنا
سافر إلى الجمهورية الإسلامية بعدما أطلق سراحه ليحارب من هناك من أرض
الهجرة، فمنذ إن وطأت أقدامه ارض أعلن أمام الجميع أن الشهادة هي غايته
التي يسعى أليها فشترك بعدد عمليات جهادية مثل عمليات الشلامجة وعمليات شاخ
شمران حيث توج بالشهادة ليواجه قدره، وليختار الموت وقوفا، تلك الميتة
التي طالما عشقها إلا وهي الشهادة....فاستشهد بتاريخ 17/12/1978ودفن في قم
المقدسة.


فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
بدري وافتخر
بدري وافتخر
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 12/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى